Blogs

ألعاب و تكنولوجية تُغيِّر العالم إلى الأفضل

January 6, 2020

author:

Array

ألعاب و تكنولوجية تُغيِّر العالم إلى الأفضل

إن “من بين عشرات المنتجات والتطبيقات التي كشفت عنها شركة “آبل”، استرعى انتباهي تطبيق جديد يحمل اسم “سويفت بلايغراوندز” خاص بحواسيبها اللوحية “آيباد”، يهدف إلى جعل تعلم البرمجة والترميز أمراً سهلاً وممتعاً لأي شخص”، مشدداً على أن “سويفت بلايغراوندز” ليس بلعبة، بل إنه تطبيق فريد من نوعه سيُغيِّر قواعد اللعبة، وقد تم تصميمه وتطويره بالكامل على أيدي أفضل المبرمجين والمطورين في شركة “آبل”.

الترميز أثناء اللعب

يُعَد تطبيق “سويفت بلايغراوندز” وسيلة تعليمية، إذ أن لديه القدرة على تعليم الأطفال كيفية الترميز والبرمجة أثناء اللعب. ويتناسب ذلك كثيراً مع اتجاه ومفهوم الألعاب التي تقدم أكثر من مجرد اللعب، وإنما ينصب هدفها على تثقيف وتعليم هؤلاء الأطفال الذين يلعبونها.

وبالنظر إلى مكانة “آبل” في طليعة صناعة التكنولوجيا، فإن أي من المنتجات المنبثقة عن شركة الالكترونيات العملاقة هذه يجب أن تؤخذ دائماً على محمل الجد. وبالتالي فأن تطبيق “سويفت بلايغراوندز” قد يكون له تأثير كبير على هذه الصناعة ككل.

“تطبيق الـ ’آيباد‘ الثوري الجديد، ’سويفت بلايغراوندز‘، سيجعل تعلم لغة ’سويفت‘ أمراً ممتعاً وتفاعلياً. فيجب عليك أولاً حل الألغاز لإتقان أساسيات استخدام ’سويفت‘، وهي لغة برمجة قوية وسهلة التعلم تقدمها ’آبل‘ ويستخدمها مطورون محترفون لإنشاء تطبيقات عالية المستوى. ومن ثم عليك أن تجتاز سلسلة من التحديات وزيادة وتيرة الإبداعات الأكثر تقدماً”.

ليس هناك شك في أن الترميز هو مهارة ثمينة للغاية بالنسبة للأطفال والطلاب المبتدئين، على الأقل بسبب التعقيد في فهم الموضوع. ويُعَد الدماغ المُتنامي للطفل أكثر ملائمةً إلى حدٍّ كبيرٍ لاستيعاب الترميز، كما أن البدء في سنٍّ مبكرة هو بالتأكيد أمراً مفيداً لأي شخص يرغب في تعلم البرمجة والترميز على نحوٍ ملائم.

ومع ذلك، يُعَد الترميز بالتأكيد تحدياً كبيراً حتى بالنسبة لأكثر الأطفال موهبة من ذوي المهارات الفطرية، إلا أن تلك هي مشكلة أخرى ترتبط بالمهارة وقد تمت معالجتها في تطبيق “سويفت بلايغراوندز”. وربما تشتهر شركة “آبل” بتصنيع أجهزة أنيقة وسلسة وسهلة الاستعمال، لذلك فإنه ليس من المستغرب أن يتمتع تطبيق “سويفت بلايغراوندز” بهذه المواصفات.

“لا يتطلب ’سويفت بلايغراوندز‘ أي معرفة بالترميز أو البرمجة، لذلك فهو مثالي للطلاب المبتدئين، إذ إنه يرشدهم ويوجههم جيداً خلال عملية تعلم الترميز، كما أنه يوفر طريقة فريدة للمطورين المحنكين لتنفيذ أفكارهم بسرعة وفاعلية. ولأنه تم ابتكاره للاستفادة الكاملة من جهاز الـ ’آيباد‘، فإنه يُعَد تجربة تعلم أولى من نوعها”.

مليونيرات بين عشية وضحاها

في عالم يُمكِن للمطورين أن يصبحوا فيه من أصحاب الملايين بين عشية وضحاها، فإنه ليس من المستغرب أن تروج شركة “آبل” بهذه الضخامة للقدرة التي يتسم بها تطبيق “سويفت بلايغراوندز” على تطوير وصقل مهارات الترميز والبرمجة لدى الأطفال.

ولاحظت شركة “آبل” أن لغة البرمجة هي سريعة وحدسية، كما أنها قادرة على إنشاء تطبيقات تتوافق مع كلٍ من نظام التشغيل “آي أو أس” ، وأجهزة “ماك”، وجهاز “آبل تي في” ، وساعة “آبل”. كما أدركت الشركة أن لغة “سويفت” توفر القدرة لأي شخص صاحب فكرة معينة لخلق ابتكارات مذهلة، وأن ميزة المصدر المفتوح للبرنامج تتيح للمهتمين المشاركة في مجتمع تعاوني للتطوير.

أن المطورين ليسوا الوحيدين الذين لاحظوا إمكانات لغة “سويفت”، وإنما هناك مجموعة واسعة من المؤسسات البارزة ذات الخلفيات المتنوعة قد بدأت باعتماد واستخدام لغة البرمجة هذه، كما أن هناك بعض من أفضل الجامعات والمؤسسات الأكاديمية التي شرعت في تضمين لغة “سويفت” في منهج دورات برمجة الكمبيوتر الخاصة بها، بالإضافة إلى توفير دورات مجانية عبر تطبيق “آي تيونز يو” ، الأمر الذي يؤكد أن الانتقال من مرحلة الترميز التمهيدي إلى البرمجة المهنية قد أصبح أكثر سهولة من ذي قبل”.

المبرمجون الهواة

يخبرنا تاريخ الحوسبة وألعاب الفيديو أن مهمة إنشاء البرمجيات لن تكن أبداً مقصورة على الكبار، بل إن صناعة ألعاب الفيديو المبكرة قد بُنيت بالفعل على جيلٍ من المبرمجين المراهقين الهواة أو ما يُعرَفون باسم مبرمجي “غرف النوم”، كما اتضح ذلك في الفيلم الوثائقي البريطاني الطويل “من غرف النوم إلى المليارات”. وهناك حالياً جيل جديد من الأطفال له تأثير كبير على تطوير التطبيقات، كما أصبح الآن لدى الأطفال من جميع أنحاء العالم إمكانية هائلة لتطوير برمجيات يمكنها تغيير العالم بشكلٍ جذري.

ويتيح ذلك للأطفال من خلفيات متنوعة فرصاً هائلة، في حين كانت “آبل” من الشركات التي سارعت بالاستفادة من هذا التوجه المتنامي عبر تطبيقها “سويفت”، إذ تروج الشركة لفكرة أن لغة البرمجة تُمكِّن الجميع من الترميز، وقد لا يقتصر هذا الابتكار فقط على الأطفال، بل بدأت أيضاً الأجيال الأكبر سناً في الغوص في عالم الترميز.

منصتي “ليتل بيتس” و”موبي بص”

هناك مثال آخر لنوع مبتكر من البرامج التي تجعل تعلم المهمات الصعبة أمراً في غاية السهولة والتفاعلية، وهو برنامج “ليتل بيتس”، الذي أنشأته رائدة أعمال لبنانية تُدعى آية بدير. ويوفر هذا البرنامج منصة لقوالب بناء إلكترونية سهلة الاستخدام تُمكِّن أي شخص مهتم من خلق ابتكاراته الخاصة.

http://littlebits.cc/ موقع ليتل بيتس

وجذبت شركة “ليتل بيتس” ببرنامجها المبتكر مجتمعاً حيوياً، الأمر الذي مكن الشركة من توسيع شبكتها عالمياً وجذب العديد من المؤسسات التي باتت تنشر رسالة “ليتل بيتس” المتمثلة في وضع قوة الإلكترونيات في يد كل شخص بغض النظر عن عمره وجنسه ولغته وقدرته التقنية. ويوجد بالفعل 300 فرع للشركة في 56 دولة في جميع أنحاء العالم.

وتجدر الإشارة إلى وجود منافساً قوياً في هذا المجال الابتكاري الجديد من منطقة الشرق الأوسط، وهي شركة “موبي بص” التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها. وتساعد هذه الشركة الناشئة من خلال برنامجها “موبي بص”، الأفراد ورجال الأعمال وأصحاب الشركات الذين ليس لديهم خبرة في الترميز على تصميم وإنشاء تطبيقات ذكية فعالة للهواتف المحمولة في أسرع وقت وأقل كلفة. ويُعًد تطبيق “موبي بص” مثالاً آخر للبرمجيات التي تفتح عالم الترميز لأشخاص لم يفكروا أبداً في هذه الإمكانية. ويعمل تطبيق “موبي بص” بنظامي آي أو أس وأندرويد ، ويمكن تنزيله من متجري “آبل” و”غوغل بلاي”.

http://mobibus.com/موقع موبي بص

وتتضمن منصة “موبي بص” عملية سهلة على المستخدم مكونة من أربع خطوات تمكن الأشخاص أيا كانت مهارتهم التقنية من إنشاء تطبيقاتهم الخاصة على هواتفهم الذكية. ومن ثم يمكن للعملاء والمستخدمين الوصول إلى هذه التطبيقات وتنزيلها من متجري “آبل” أو “غوغل” للتطبيقات، وفتح آفاق عالمية لأشخاص ما كانوا ليستطيعوا أبداً الوصول إلى هذا الجمهور الواسع.

الخبراء المميزين

تُعَد تطبيقات الجوال جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية للمليارات من الأشخاص. ولكن حتى الآن، تُعَد القدرة على تصميم وإنشاء هذه البرمجيات متاحة فقط لعددٍ قليلٍ نسبياً من الخبراء المميزين. ومع ذلك، يتزايد كل يوم عدد الأشخاص الذين يتاح لهم الوصول إلى هذه الأسواق، وذلك من خلال حزم ابتكارية وبديهية تستهدف إدخال الأفراد عديمي الخبرة إلى بدايات عالم الترميز.

وإذا كانت لعبة “بوكيمون غو” نقطة تحول في عالم ألعاب الفيديو، بمعنى أن هذا التطبيق يمكن أن يكون مفيداً للأطفال صحياً وأيضاً كلعبة مرحة، فإن التطبيقات المتاحة الآن التي تعلم الناس الترميز تَعِد بأن يكون لها تأثير كبير على عالم البرمجيات ككل وربما على الثقافة البشرية.

Array